منقول من كتاب صون الإيمان من عثرات اللسان
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
المقدمة :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الهادي الأمين وعلى آله وصحبه ومن سار في طريقه واستنار بنوره إلى يوم الدين وبعد : فإن الله تبارك وتعالى قد أكرم الإنسان بالنطق والبيان والإفصاح عما يجيش في صدره ويتردد في خاطره ويستقر في قلبه. وجعل وجعل اللسان وسيلة التخاطب والإفصاح وإن تعددت اللغات، وتباينت اللهجات، فهو المعبر عن مستودعات الضمائر، والمخبر بمكنونات السرائر.
وإن الكلام لفي الفؤاد وإنما .. جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
واللسان له فوائد وآفات، وحسنات وسيئات.
فكم من خير وبر، وهداية وذكر، وأمر بمعروف ونهي عن منكر وإصلاح ودلالة إلى الخير مصدرها اللسان.
وكم من فرقة وعذاب، وفوضى واضطراب، وشرور وآثام، وفتن وإجرام تتأتى عن طريقه.
إن جراحاته ثخينة عسيرة الالتئام، قد تلتئم جراحات السنان ولا تلتئم جراحاته، وتقال جميع العثرات ولا تقال عثراته.
جراحات السنان لها التئام .. ولا يلتام ما جرح اللسان
وقد تصدر عنه كلمات تقضي على الإيمان وتهدم صرحه المشيد، وتأتي على بنيانه من القواعد.
فخطره كبير، وشره مستطير، ولذلك أخبرنا رب العزة جل جلاله بأن علينا كراماً كاتبين يعلمون ما نفعل، ويسطرون ما نتكلم به ﴿ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيدٌ﴾ [ق : 50/18]
ولذلك أحببت أن أقدم إلى إخواني الأكارم نماذج من عثراته التي هي عوامل ضعف للإيمان، وإطفاء لشعلته الوضاءة، ومعاول هدم لا تبقي ولا تذر ليكونوا على حذر من آفات اللسان وشروره وعثراته ليدوم لهم رونق إيمانهم وصفاء يقينهم إن صانوه وقيدوه. (( وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )).
وقد امتازات هذه الطبعة عن سابقتها بزيادات هامة متناثرة هنا وهناك وخاصة في بحث الردة لشدة خطرها وعظيم أثرها على عاقبة المؤمن في دنياه وأخراه.
أسأل الله عز وجل أن يلهمنا رشدنا، وأن يعيدنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يجيرنا من مضلات الفتن والأهواء وأن يجنبنا الزلل وعثرات اللسان ونعوذ به سبحانه أن نشرك به شيئاً نعلمه ونستغفره لما لا نعلمه وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي صلاة تتعشقها الأرواح وتبعث في النفوس البشائر والأفراح وآله وسلم وبارك.
محمد أديب كلكل